الأدب و الأدباء

ابنتي الحبيبة … سماح … سامحينى!

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : د. ابتسام حسن

ابنتي الحبيبة … سماح … سامحينى!
كلمات كتبتها أم وهي على فراش الموت.
ابنتي الحبيبة حياتى كانت قبلك بلا معنى ، ولم يكن للأيام طعم كانت تمر جميعها متشابهة، كنت أحيا جسدًا بلا حياة.
كان بيتي صحراءً جرداءً، ليس فيها خضرة ولا ماء، وكانت الأيام تمر متشابهة، تأتي الأيام وتمر الأعياد ولا أشعر بأي جديد، وفى يوم كانت مشيئة الله أن يموت أحد أقرباء أبيكِ فى حادث صعب هو وزوجته ويتركان فتاه فى غاية الروعة وأذهب للعزاء، وكان الوضع صعبا جدا ولم أكن أتخيل أن هذا الحزن العميق سيأتي من وراءه فرحة عمري كله وأسمع صوت بكاء طفلة يأتي من غرفة مظلمة، ولا أجد غير أني أتحرك بكل قوة تجاه الصوت، وأحملك بين يدي، وتنزل محبتك فى قلبي وتتبدل حيات إلى خضرة وماء ووجه حسن.
وأصبحتِ كل حياتي وفرحة عمرى،
ونطقتِ أجمل كلمة ممكن أن تُنْطَقَ على وجه الأرض كلمة، مامي وأسعدتني وأعطيتني كل الحب والحنان اللذان طالما تمنيتها، وكان حضنك الصغير يحتوينى، فكنت ل أما وابنة، ولكنني لم أستطع أن أقول لكِ هذه الحقيقة، لم أقوى على جرحك ولم أرد لكِ شعور اليتم؛ لأني ببساطة أمك التى لم تلدك، لأنك تجري في كل ذرة من كياني، فقد تحولتي وأصبحت تشبيهينني، ليس في الملامح فقط، ولكن في الطباع أيضا.
أصبحت جزءًا مني سماح
سامحيني .. ؛ لأنى لم أدعْك
تحزنين
ترحلين
فهل تسامحينني … سماح ؟؟؟
ففتحت سماح عينيها ثم اغمضتهما على دمعة ساخنة
ومدت عنقها لأعلى وبعد تنهيدة عميقة إستجمعت فيها زفرات الحلم والألم.
ونظرت نظرة طويلة

د/ابتسام حسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى